الخير والشر لا يتعايشان
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
الخير والشر كما الحق والباطل يتقاطعان. وقد شاهدنا ذلك في وقفة المسيحيين الغيورين الطوعية للدفاع عن كنيستهم وحقوقهم، وكرامتهم. بالمقابل “شلّة” من بعض الميليشياويين وأفراد مأجورين (حسب ما صرّح به احدهم).
الفريق الأول واثق انه على حق، سِلْمِي وحضاري وهادئ بشعاراته وحمله الشموع وأغصان الزيتون والإعلام الوطنية ولافتات تحمل همّ الوطن والمسيحيين، وصلاتهم ثم الابتسامة التي تدل على اليقين المطلق بان الحق يعلو ولا يعلى عليه. | الطرف الثاني، ولأنهم اُجَراء، فالوجوه متجهمة تنبعث منها ضوضاء صراخاتهم وشتائم ولافتات حاقدة وأكاذيب. والانكى من ذلك هو إدّعاء إعلامهم بان المتظاهرين إنقلبوا على “ساكو”. |
على كلٍ ظهر للمشاهدين والإعلاميين الوجهان على حقيقتهما
تعليم المسيح شموليّ واضح لا يقبل المساومة
لذا لا يجوز الانتقاء. من يعطي دروساً للآخرين عن المحبة والغفران والسلام ينبغي أن يكون هو أول من يعيش هذه القيم السامية قبل أن يعِظ بها الآخرين! يطلب المسيح من تلاميذه الالتزام بالمحبة الى النهاية وبالمغفرة، لكن نجد له في الإنجيل، مواقف قاسية وصارمة ضد الفساد والباطل والظلم. انه يُندد بقسوة ويشجب ولا يساير أيا كان أو يزكّيه.
هذه بعض الأمثلة لمواقف يسوع طرد الباعة من الهيكل: “طرد يسوع من ساحة الهيكل جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون، وقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام، وقال: “مكتوبٌ أنَّ بَيتي بيتَ صَلاةٍ يُدعى وأَنتُم تَجعَلونَه مَغارةَ لُصوص” (متى 21/ 12 – 13). للكتبة والفريسيين المتشددين: “يا أَولادَ الأَفاعي، كيفَ لَكم أَن تقولوا كَلاماً طَيِّباً وأَنتُم خُبَثاء” (متى 12/ 34). للملك هيرودس: “امضوا وقولوا لهذا الثعلب” (لوقا 13/32). ويوصي تلاميذه الرسل: “كل من لا يقبلكم فاخرجوا من تلك المدينة وانفضوا الغبار أيضا عن أرجلكم شهادة عليهم: (لوقا 9/ 5). ثمة التطويبات (متى 5/1-12) لكن أيضا الويلات (متى 23/ 13-23)
|
الحرية مسؤولية وليست فوضى، ينبغي استعمالها بشكل صحيح. الحرية هي من أجل الخير والأخوة والمحبة والخدمة، وليست شتائم واكاذيب ونفعية. كذلك الرحمة، إنما هي لكي تُربّي وتُغيّر، وليس لتُفسِد to spoil.
المسيح دعا الى استئصال جذور الشر
هكذا الكنيسة تُنَدِّد بالظلم والفساد
كما نقرأ في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني:
نور الأمم والفرح والرجاء ورسائل البابوات وخطابات البابا فرنسيس أثناء زيارته للعراق
قلتُ
وأكرر اني لا انتقم ولن انتقم ولكن بالمقابل لا اُزكّي الفساد والاستِحواذ على مُقدَّرات المسيحيين، أهل العراق الاُصلاء وليسوا بغرباء، وتهميشهم وتهجيرهم… أغفر لهم بعدما يصدرون بياناً بتكذيب مزاعمهم وطلب المعذرة على تجاوزاتهم على الكنيسة وعلى حقوق المسيحيين، الذين بالرغم من كل هذه الويلات بقوا مرتبطين بأرضهم ووطنهم وهويتهم بعمق. هؤلاء ينبغي ان يُردعوا وإلّا سيخرج علينا غداً غيرهم. |
أطالب الحكومة الصامتة منذ قرابة أسبوعين
بِردّ الاعتبار للكنيسة وللمسيحيين
المادة 12 من الدستور تُعَدّ أية إساءة للرموز الدينية (ولم تقل مسلمة) جريمة وتصرّف غير لائق يعاقب عليه. كيف يمكن السكوت عن إهانة أحد أقرباء “المتنمّر”! لمطران من سهل نينوى بالشتائم الثقيلة والتهديد بالسجن؟؟؟ بهذه المناسبة أدعو الحكومة الى الجديّة في الاهتمام بالبلد (الأم) والوطن والشعب ومعالجة الأمور بجذرية وليس بخطابات تفتقر الى أفعال. عليها إن تُنهي فوضى الفساد والسلاح المنفلت. لا يجوز التهاون لان هذه الأمور تمزق النسيج العراقي وتقود الى ما لا يحمد عقباه. |
للعراق مجموعة خيرات هي هبة من الله للكل، وليست لفئة معينة. نحن بلد الحضارات والثقافات والديانات وبغداد كانت تدعى دار السلام، ولسنا بلد “ميليشيا مثل بابليون، والمخاطر والمخاوف والصراعات والتفجيرات والانتحارات والمخدرات… بسبب هذه البيئة دفع المسيحيون الثمن الباهض فهاجر مليون مسيحي.
وعندما حاولنا تصحيح وضعهم وصيانة حقوقهم تهجَّم علينا من سمّوا نفسهم بـ”البابليين”
اُصلّي يومياً من أجل أن ينير الرب بصيرتهم
شكراً من القلب
لمنظمي الوقفة البيضاء لمسيحي بغداد
و”صلاة أهالي قره قوش” في نفس التوقيت/
وللقوات الأمنية التي تعاملت مع الجميع بمهنية عالية،
والشكر موصول للمشاركات والمشاركين البديعين
الله يحفظهم ويحميهم
إن شاء الله يرفع المسيحي رأسه دوماً
وصوته مسموعاً ضد الظلم والفساد والكذب
أود أن أختم بقول البابا فرنسيس في القداس بأربيل مساء 7 آذار 2021 “كنيسة العراق قوية” وقال أيضاً في حديثه مع فخامة رئيس الجمهورية السابق د. برهم صالح: “البطريرك ساكو شخصية قوية“،
هذه القوة نابعة من أن الكنيسة صخرة صلدة،
تحت ستر العلي