لا يمكن ان تمنح الكنيسة الشرعية للظلم والفساد
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
الكنيسة مؤتمنة على رسالة إنسانية وروحية سامية، ولا يمكن أن تتفرغ للعبادة وحدها، وأن تغضّ النظر عن الأخطاء والظلم والفساد… على الكنيسة ألّا تفقد قوة الحق واذا فقدت الحق فقدت مصداقيتها.
يتعين على الكنيسة أن تطالب بمجتمع يسوده المواطنة والعدل ويعمّه السلام والاستقرار وتنيره الاخوّة والمحبة. هذا ما سعت إليه كنيستنا الكلدانية منذ تسنمي رئاستها 2013 وحتى اليوم وفي أحلَك الحالات: داعش والتهجير والإرهاب…، ومع إخوتي الأساقفة والكهنة والمؤمنين وآخرين ذوي الإرادة طيبة. اننا كرَّسنا أنفسنا لنحمل على أكتافنا أثقال رسالتنا الإنسانية والمسيحية والكنسية والوطنية بوعي من دون تردد ولا وَجَل، وعلى ديمومة الوجود المسيحي التاريخي في العراق وهذه قضية جوهرية بالنسبة لنا.
هذه المواقف رفَضها الانتهازيون الفاسدون الذين استحوَذوا على مقدَّرات المسيحيين من أجل جيوبهم، مستَقوين بانتمائهم الى جهة تحميهم، وبسلاحهم وبالمال الحرام. هؤلاء لو كانوا مسيحيين حقاً، لما قاموا بهذه الاعتداءات على المسيحيين المستضعفين، ولما باعوا بيوتهم وأملاكهم وزوَّروا السندات. انهم ليسوا أبناء الكنيسة الكلدانية فهي برّاء منهم، فلا ندعوهم مسيحين ولا كلدانا، إلا إذا تابوا وعادوا الى إيمانهم والأخلاق الحميدة.
ما يؤلمنا هو صمت الحكومة المريب، فالإهانة ليست موجهة اليّ أو الى المسيحيين، أنها موجَّهة الى الحكومة أيضاً، التي يتعيَّن عليها ألّا تتَهرب من المسؤولية، بل تعمل على ضبطهم.
على كل الكلدان في العالم ألّا يتهاونوا في الوقوف مع كنيستهم والتنديد بهذه التجاوزات حتى لا تتكرر في المستقبل من قِبَل هؤلاء “الأردياء” أو غيرهم.