تحديات كنيستنا المعاصرة… مناهضة غبطة أبينا البطريرك مثالاً
فيليكس سعيد الشابي / اسقف زاخو
ان الكنيسة بمفهومها العميق والأصيل هي: شعب اللـه وجسد المسيح. للاسف، في عالم اليوم والمتفوق علمياً وتكنلوجياً ورقمياً، بدأنا نشاهد مصادرة الأصوات المنادية بكلمة الحق، لا بل وحتى صوت الكنيسة. وغدا كل فرد يبحث عن مكاسب ومنافع شخصية، والأنكى ان هذه المصادرة تأتى من المسيحيين انفسهم، أي من داخل البيت.
ان الكنيسة يقودها رجال، كهنة، واساقفة، وبطاركة، وقداسة البابا، اختارتهم نعمة اللـه والروح القدس لخدمتها ورعايتها، بحكمة وصبر، وايضاً بحزم وثقة. فالاُسقف هو خليفة رسول المسيح، والبابا هو خليفة مار بطرس هامة الرسل.
أما في الكنائس الشرقية، وكنيستنا الكلدانية على سبيل المثال، لدينا النظام البطريركي، حيث يلقب البطريرك بـ: أبو الآباء والأول بين الاخوة…
كما نعلم، بان كنيستنا قد مرَّت في الـ 2000 سنة الأخيرة، أي منذ نشأتها، بكثير من المضائق والمِحن. وكان آخرها إحتلال داعش للموصل وبلدات سهل نينوى 2014 – 2017 والتي يقطنها غالبية من المسيحيين.
وهنا إنبرى غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلي الطوبى، ولا يزال، مُشمّراً عن ساعديه، وبمعاونة السادة الأساقفة الأجلاء، بالعناية والرعاية وحماية المسيحيين المتروكين والمهمّشين.
وهذا وبدون شك كان من احدى اهم الصفات التي جعلت الأب الأقدس البابا فرنسيس ان يختار غبطة أبينا البطريرك ليكون كاردينالاً في الكنيسة الجامعة ومعاوناً له، وهو شرف لا يمكن نيله بسهولة، إنما يعطى للمتميزين بخدمتهم ومحبتهم للكنيسة وللمجتمع والمواقف الشجاعة والجريئة في خدمة الإنسانية جمعاء.
نعم فقد قام غبطته بخدمة المسلم والايزيدي قبل المسيحي أحياناً كثيرة. وكان بلا شك المؤثر الرئيسي على الحكومة العراقية في دعوة قداسة البابا فرنسيس لزيارة العراق في أول زيارة رسولية تاريخية في 2021 ليعطي لبلدنا المتألم الوجه الحضاري المشرق بعد كل ما حصل في الـ 2003.
بإسم أبرشية زاخو للكلدان، نعلن بان الهجوم على مقام غبطة أبينا البطريرك الموقر هو مرفوض بشكل مطلق من قبل اي شخص او جهة كانت. وباننا كاساقفة ورعاة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، نقف صفاً واحداً الى جانب غبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو – أبو الآباء، الكلي الطوبى، ونشد على يده في السير قُدماً في إعلاء صوت الحق والخير والضمير لرفعة شعبنا وازدهاره من دون تفرقة او تمييزاو مفاضلة.