ربيع شمالنا الحبيب
إخلاص عابد جرجيس مقدسي
24 آذار 2023
موجات بحر الربيع تعلو مرحِّبةً وانا منتعشة أتأمل
أقطف زهر البابونج والشقائق لأصنع منها أطواقاً وأساوراً وخلاخل
أحتضن نسماتٍ خبأت في طياتها نفحات بردٍ يغادرنا بتكاسل
ليت الربيع يدوم، ليعود الى سماءنا الحمام الزاجل
ليأخذ من حفيف كل شجرة رشفة، وهو ينقل الرسائل
ما بالنا زاحفين الى زحمةِ مدنيّةٍ تصدُّ صوت الهلاهل
حيث لا فرح ولا صدق، وصفها سليمان من قَبل، الكل “باطل”
ضجيجٌ وكلمات تتناثر من حولنا، كأنها بقايا من برج بابل
الكلّ يدّعي الحب والفرح والكلّ يُجامل
الهلال الخصيب يستغيث بزنودٍ، لتعود تحمل المناجل
يسوع، شكراً لأنك أخترتني، بين الحصَّادين فاعل
ففي كرمِك أحبو وأمشي وأركض لأنال لقب العامل
اُصلُي واُناجي واُكرر أسمك منافِسةً بذلك البلابل
أتسلّق خيوط الشمس وهي تشدني فجراً، لنشهد إنسحاب الليل المتخاذل
ترفُّ أجنحة الملائكة، لتُصَحّي الورود والفراشات، وتهزّ عروش المناحل
أراهم يمجدّون الخالق، وإيّاهم إبتسامة طفلٍ اُبادل
هكذا خلَقَنا الله، لكيما نتعلم دروساً من الطبيعة ومعها نتكامل
أن نثور على الكسل ونعتنق الفرح والشرّ نتجاهل
أحبَّنا الله كأبناء لأبٍ واحدٍ، وانقسمنا الى عشائر وقبائل
أرادنا ان نحبّ ونعمل ونبني، ولكن الطمع جعلنا نتقاتل
فنسينا إرادة أبينا وبُتنا عن وصاياه نتغافل
يسوع، إبعث فينا الحياة فالسنين تنزف والعمر زائل
إهطل بمطرك واغسل آثاراً همجية داست على صروح الاوائل
أزِح بجبروتك الغبار واكشف كل الرذائل
امحُ كل ظنونهم ليدركوا ان هناك من يعيش الفضائل
علمتَني الصمت حيال تهكّماتهم، وها أنا اُحاول
يسوع يا من عزفتَ على قيثارة روحي لحناً، للتشويه غير قابل
تعال واجعل من العراق بلد النخيل المتوَّج بالفسائل