اليوم الخامس والختامي من أعمال الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للشرق الأوسط
يختتم بالقداس الكلداني
إعلام البطريركية
بدأت أعمال اليوم الخامس للجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، الجمعة 17 شباط 2023 في بيت عنيا – حريصا، بصلاة الصباح قدمتها دائرة راعوية المرأة في لبنان.
خصصت جلسات الصباح لقراءة مسودة الوثيقة القارية مع الاستماع الى آراء المشاركين والتركيز على النقاط التي كانت ثمرة نقاشات المجاميع. ثم توجه الجميع الى مزار حريصا للصلاة والتأمل وطلب شفاعة العذراء مريم، سيدة لبنان والتقاط صورة جماعية.
وقبل الغداء اجتمع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك مع السادة الأساقفة بحضور أصحاب النيافة الكاردينال ماريو كريك أمين عام سينودس الأساقفة الكاثوليك، ومنسق الجمعية العامة المقبلة لسينودس الأساقفة الكاردينال جان كلود هوليريخ، والأخت ناتالي بيكار نائب الأمين العام لسينودس الأساقفة، للمناقشة والاصغاء الى بعض المسائل المهمة التي تخص كنائس الشرق الكاثوليك.
ظهراً عقد المؤتمر الصحفي لقراءة البيان الختامي ترأسه غبطة البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي والاب خليل علوان، النسق العام للجمعية القارية مع 6 أشخاص من مختلف الفئات: راهبة، علماني، شبيبة، ذوي الاحتياجات الخاصة. وعصرا كانت جلسات تكميلية للاستماع إلى الآراء لصياغة الوثيقة القارية بشكلها النهائي.
وعند المساء اختتمت أعمال الجمعية السينودسية برفع الشكر لله من خلال القداس الذي ترأسه غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو حسب طقس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بمشاركة أصحاب الغبطة والنيافة وسعادة السفير البابوي والأساقفة الكلدان ميشال قصارجي وباسيليوس يلدو. وفي ختام القداس كانت رتبة الإرسال الى العالم مع بركة أصحاب الغبطة والنيافة.
وفيما يلي موعظة غبطة البطريرك ساكو:
ثمة علاقة بين نص الإرسال عند متى ونص المواهب والأدوار في الرسالة الى أفسس. في كلا النصين نجد أن المسيح هو المحور، وان كل شيء مرتبط بحضوره: “وها أنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (متى 28/ 20). وفي الرسالة الى أفسس: “كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح” (أفسس 4/ 7).
بالنتيحة لا رسالة من دون ان يكون المسيح المرجع الذي لا بديل له، وهو الذي ينفخ فينا الروح القدس من الداخل. فالرسالة تتطلب إيماناً جاداً عميقاً ،ومسيرة إندماج، يضع فيها الكاهن والمؤمن ذاتهما بين يدي الله للبقاء في شركة معه حتى النهاية.
ينبغي أن يكون الكاهن شاهداً، كما كان الرسول، لخبرة حياتية وجودية مع المسيح حتى يتمكن من نقل ما اختبره الى الآخرين. “والذي رأَى شَهِد، وشَهادَتُه صَحيحة، وذاك يَعلَمُ أَنَّه يَقولُ الحَقَّ لِتُؤمِنوا أَنتُم أَيضاً” (يوحنا 19/ 35). الرسالة ليست وظيفة، ولا عملاً جاهزاً معتاداً صالحاً لكل زمان ومكان.
الرسالة تتطلب الانفتاح الثقافي والانتروبولوجي والاجتماعي واللاهوتي والمسكوني. كذلك على الكاهن – الرسول أن يتعرف على مجتمعه، ويدرس ثقافته، ويطَّلِع على أوضاعه ويصلّي ويطور فكره واسلوبه باستمرار حتى يقدر ان يتواصل مع الواقع الذي يعيشه الناس بشيء من الجاذبية فيحرّك مشاعرهم ويشحن رجاءهم ويمنحهم الشعور بالاطمئنان والانتعاش. هذا ما يطمح اليه مشروع السينودالية الذي دعا اليه البابا فرنسيس لكي تعود الكنيسة الى الاصغاء لــ “الروح” اي الى الينابيع الصافية للوصول الى ملء قامة المسيح، أي الى نور وفرح القيامة.
أما نص الرسالة الى أفسس فهو حول تنوع المواهب. مواهب الروح القدس ضرورية لخدمة الرسالة والجماعة حتى لا يكون كل شيء برتيبة واحدة. كلنا اكليروساً ومؤمنين: “فمِن مِلْئِه نِلْنا بِأَجمَعِنا وقَد نِلْنا نِعمَةً على نِعمَة” (يوحنا 1/ 16). الكنيسة لن تتقدم وترتقي من دون هذه المواهب – النِعَم.
هذه المواهب منسجمة وغير منقسمة. انها لبنيان الجماعة الحيّة (الكنيسة)، وليست للتنافس وخلط الأدوار. ينبغي للرسول أن يعمل بكل تواضع من دون الإدّعاء بأنه فوق الآخرين، إنما بالاعتراف بمواهبهم وقبولهم وإشراكهم. أذكر هنا قول القديس اوغسطينوس: انا مسيحي اي معكم انتظر المسيح، ولأجلكم انا اُسقف حتى اُعلنه وأشهد له.