موضوع الوحدة الكنسية بشكل عام، وبين شقي كنيسة المشرق بشكل خاص، ما هو الا انعكاس لعمق مشكلة الاكليريكالية ( clericalism).
عامر نجمان يوحنا
كما أشار غبطة البطريرك مار لويس ساكو، التواضع المتبادل هو طريق اي وحدة.
السلطوية الكهنوتية (clericalism) آفة ومرض ينخر بجسد كل الكنائس الرسولية سواء كانت كاثوليكية او غيرها! وديعة الايمان ليست اختلاسا، احتكارا او سلطة. وديعة الايمان لمن يفهمها بعمق هي مفتاح للوصول الى غاية قلب المسيح والتي هي الوحدة الايمانية.
مبدئيا الوحدة بمعناها المعاصر لا تعني الغاء، اجتثاث او طمس الاختلافات، بل هي قبول الاختلافات كونها من عند الرب وهو قادر ان يلغيها لو أراد لكنه أراد ان يعلمنا درسا في النضج الإنساني من خلال قبول المختلف والدفاع عن حقه في الاختلاف حتى وان كان ذلك الاختلاف يتناقض مع نظرتي ونظرة كنيستي.
التقارب الذي تعيشه اغلب الكنائس بمؤسساتها مع الأديان المختلفة اراه اهون واكثر جدية من محاولات الكنائس اخذ خطوات نحو اي حوار وحدوي بينها على أي مستوى كان! يجب التوقف واخذ فرصة تأمل بهذه النقطة! انا لا اقصد التهجم على حوار الأديان الذي اعتبره من أسس العيش المشترك، انا أحاول فقط تسليط الضوء على عمق مشكلة الوحدة بين الكنائس كلها!
يجب ان يفتح الحوار بلغة جديدة بعيدة عن أسلوب القاء اللوم واتهام الآخر كونه سبب الانشقاقات! لغة حوار الوحدة تنطلق من عمق الثبات في الايمان وقبول ان في مرحلة ما وبطريقة ما حصلت هفوات واخطاء من كل الأطراف! يجب ان ينطلق حوار الوحدة من مبدأ ان الكنيسة أخطأت في لحظة معينة.
لغة الحوار التي تبدأ بالاعتراف بالخطأ وان كل الكنائس ليست كاملة بل تحمل من الضعف ما يجعلها كنيسة يرأسها بشر وكلهم ضعفاء والرب وحده كامل.
الوحدة هي بالقبول وليست بالإقصاء! قبول من مبدأ قوي وثابت بما تحمله كنيسة معينة من ارث لاهوتي وبنفس الوقت التطلع لترجمة ذلك الإرث للغة يفهمها العالم المعاصر! لغة أساسها المحبة والتواضع المتبادل.