نبذة عن تاريخ الكنيسة الكلدانية*
إن الوثائق التي في حوزتنا غير وافيّة، وجاءت بمستويات متنوعة. تحدّث الناس عن الكنيسة النسطورية وربطوها خطأܳ بمجمع أفسس وبإدانة نسطور في عام 431، إلا أن التسمية التاريخية لمسيحيي بلاد ما بين النهرين كانت دوماً “كنيسة المشرق ܥܝܬܐ ܕܡܕܢܚܐ“.
تعود جذورُ الكنيسة الكلدانية إلى كنيسة المشرق، التي ازدهرت وراء أسوار الإمبراطورية الرومانية، والتي سُميّت أيضاً بكنيسة السريان المشارقة ܗܘܪܝܝܐ ܡܕܢܚܐ نسبةً إلى بقعة انتشارها شرقيّ نهر الفرات، وكنيسة فارس نسبةً إلى بلاد الفرس. هذه التسميات ضاربةٌ في عمق تاريخ بلاد الرافدين وحضارتها. أما التسميات الحالية: الكنيسة الكلدانية أو الآشورية كتسميات كنسيّة والتي لها خصوصيتها وأسبابها، هي متأخرة نسبياً، بالرغم من أنها ترجع إلى حضارات وشعوب موغِلة في القِدم. واللغة “السريانية” كانت لغة التجارة والثقافة في بلدان طريق الحرير، ولا يزال يتكلم بلهجتها العامّية معظمُ مسيحييّ العراق وجنوب تركيا من كلدان وآشوريين وسريان وفي إيران وبلاد المهجر.
لقد استُخدمت العبارة: “الكنيسة الكلدانية”، رسمياً للدلالة على مجموعة من أبناء كنيسة المشرق الذين انتموا إلى الكنيسة الكاثوليكية أولاً في قبرص عام 1340، في زمن البابا مبارك الثاني عشر، لكن هذا الاتحاد لم يدم. ثم في عام 1445 إثر مجمع فلورنسا، في زمن البابا أوجين الرابع. هؤلاء المشارقة القبارصة كانوا من بقايا الأسرى الذين ساقهم ملوك الروم وأسكنوهم في جزيرة قبرص، ومعظمُهم كان من منطقة أرزون. ثانياً في القرن الثامن عشر، عندما أقام البطريرك الكاثوليكي كرسيّه في دياربكر (أمد – تركيا)، استعمل التسمية هذه إلى جانب تسمية “الكنيسة الكاثوليكية”. وسَرَت تسميّة “الكنيسة الكلدانية” رويداً رويداً، وتغلّبت على التسميّات الأخرى، وخصوصاً عندما اتحد الكرسيّان الكاثوليكيّان: ديار بكر والموصل في شخص يوحنا هرمز عام 1828. من المؤكد أن هناك أختامَ بعض البطاركة “النساطرة” وشواهد قبورهم تحمل التسمية الكلدانية. واليوم قد استقرت هذه التسمية رسمياً للجانب الكاثوليكي من أبناء كنيسة المشرق.
_________________________________________________________________________________________
*مستقاة من كتاب البطريرك لويس روفائيل ساكو، الكنيسة الكلدانية خلاصة تاريخية، بغداد 2015، ويمكن مراجعة هذا الكتاب لمعرفة المزيد من المعلومات عن تاريخ الكنيسة الكلدانية.